كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



أما قول الرضي في شرح قول ابن حاجب السابق: "أما في الخبرية فكثير... وأما مميز كم الاستفهامية فلم أعثر عليه مجرورا بمن في نظم ولا نثر، ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو ولا أدري ما صحته (1) " فقد استدرك عليه القائلون بدخول من على مميز كم الاستفهامية بالمواضع التي فصل فيها بين كم ومميزها بفعل متعد وجيء بمن داخلة على المميز لئلا يلتبس بالمفعول به كقوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة} (2) يقول عضيمة: "في القرآن خمس آيات تحتمل كم فيها أن تكون استفهامية وخبرية، وقد جر تمييزها بمن" (3).
ولقائل أن يقول: هذا إنما هو مع الفصل لمنع اللبس.
ويجاب بأن دخولها- ولو كان مع الفصل- كاف في إثبات أصل المسألة، وهو دخول من على مميز كم الاستفهامية.
وأما قوله بأنه لم يدل على جوازه كتاب من كتب النحو، فيرد بثبوت ذلك فيها، يقول المبرد: "فأما قوله: كم من رجل قد رأيته؟ فتدخل من وأنت لا تقول: عشرون من رجل، فإنما ذلك لأن كم استفهام" (4) ويقول القواس: "واعلم أن من تدخل على مميزها، أما الاستفهامية، فنحو: كم من رجل جاءك؟ وأما الخبرية فكقوله تعالى: {وكم من قرية} (5)" (6).
- - - - - - - - - -
(1) شرح الكافية: 3 /242- 243.
(2) البقرة: 211.
(3) دراسات لأسلوب القرآن الكريم: ق1 /ج2 /399. وينظر: 402- 403. وفي قول عضيمة المحال عليه رد على قول السيوطي في معترك الأقران: 2 /195: إن كم الاستفهامية لم ترد في القرآن.
(4) المقتضب: 3 /66.
(5) الأعراف: 4.
(6) المباحث الخفية: 2 /1118.